مسجد الاسراء و المعراج عنابة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تم نقل الموقع الى الرابط التالي http://www.isrami3raj.com/

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مسجد الاسراء و المعراج عنابة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تم نقل الموقع الى الرابط التالي http://www.isrami3raj.com/
مسجد الاسراء و المعراج عنابة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» فضل عشر ذي الحجة
خطبة جمعة حتى يغيروا ما بانفسهم Icon_minitime1الأحد 2 أكتوبر - 15:32 من طرف ابو حامد

» موقعنا الجديد
خطبة جمعة حتى يغيروا ما بانفسهم Icon_minitime1الأربعاء 28 سبتمبر - 1:11 من طرف ابو حامد

» الجنة و التار
خطبة جمعة حتى يغيروا ما بانفسهم Icon_minitime1الثلاثاء 27 سبتمبر - 17:12 من طرف درصاف

» قل و أنت ساجدا
خطبة جمعة حتى يغيروا ما بانفسهم Icon_minitime1الثلاثاء 27 سبتمبر - 17:02 من طرف درصاف

» القرآن الكريم
خطبة جمعة حتى يغيروا ما بانفسهم Icon_minitime1الإثنين 26 سبتمبر - 22:01 من طرف درصاف

» كلمات في الرقائق 2
خطبة جمعة حتى يغيروا ما بانفسهم Icon_minitime1الثلاثاء 20 سبتمبر - 23:59 من طرف درصاف

» نوح (عليه السلام)
خطبة جمعة حتى يغيروا ما بانفسهم Icon_minitime1الجمعة 16 سبتمبر - 14:40 من طرف karimm3

» قصة إدريس عليه السلام
خطبة جمعة حتى يغيروا ما بانفسهم Icon_minitime1الجمعة 16 سبتمبر - 14:39 من طرف karimm3

» سيدنا ءادم عليه السلام
خطبة جمعة حتى يغيروا ما بانفسهم Icon_minitime1الجمعة 16 سبتمبر - 14:39 من طرف karimm3

مكتبة الصور


خطبة جمعة حتى يغيروا ما بانفسهم Empty
نوفمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930 

اليومية اليومية


خطبة جمعة حتى يغيروا ما بانفسهم

اذهب الى الأسفل

خطبة جمعة حتى يغيروا ما بانفسهم Empty خطبة جمعة حتى يغيروا ما بانفسهم

مُساهمة  ابو حامد الجمعة 22 أبريل - 13:34

كيف نزكي أنفسنا ليزكينا الله عز وجل؟


حجة فرنسا بمنع الحجاب حجة باطلة مئة في المئة والقرار الفرنسي تفريق بين المواطنين بسبب الدين


النفس أمارة بالسوء ولابد من جهادها حتى ترتاض للحق



أد زكاة علمك كما تؤد زكاة مالك، كل مسلم داعية لدينه، ليس الدعاة هم المشايخ والعلماء فقط



منع الحجاب هو الذي يتنافى مع العلمانية لأنه ينقل العلمانية من محايدة في أمر الدين إلى علمانية مضطهدة لبعض المتدينين

مقدمة
معنى التزكية
أول ما يزكي النفس توحيد الله عز وجل
التحرر من رذائل النفاق
حلي نفسك بخصال المؤمنين
النفس اللوامة
الإمام الغزالي وجهاد النفس الصعب
المرتبة الثانية من جهاد النفس: أن تعمل بما علمت
المرتبة الثالثة: علم غيرك ما تعلمته
المرتبة الرابعة: الصبر على مشقة الطريق
حجة فرنسا بمنع الحجاب باطلة
دعاء الخاتمة
مقدمة

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خصنا بخير كتاب أنزل، وأكرمنا بخير نبي أرسل، وأتم علينا النعمة بأعظم منهاج شرع (منهاج الإسلام) (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)، وأشهد أن سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا ومعلمنا محمداً عبد الله ورسوله أدى الأمانة وبلّغ الرسالة ونصح للأمة وعلمها من جهالة وهداها من ضلالة، وأخرجها من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد، اللهم صل وسلم وبارك على هذا الرسول الكريم، وارض اللهم عن آله وصحابته، وأحينا اللهم على سنته، وأمتنا على ملته، واحشرنا في زمرته مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، أما بعد،،،،



فيا أيها الأخوة المسلمون...

في آخر جمعة .. خطبتها من فوق هذا المنبر تحدثنا عن ضرورة الإصلاح، إصلاح المجتمع وإصلاح الأمة، وقلنا إن الإصلاح إصلاح المجتمعات وإصلاح الأمم لا يتم إلا بصلاح الأفراد، الأفراد للمجتمعات بمثابة اللبنات للبنيان، لا يمكن أن يقوم بنيان من لبنات فاسدة، لبنات غير صالحة، لهذا ينبغي أن نبدأ بصلاح الأفراد، وصلاح الأفراد يبدأ بصلاح الأنفس، أصلح الإنسان من جوانيته من داخله، من باطنه لا من ظاهره، وهذا ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما أراد أن ينشئ أمة مؤمنة، ماذا فعل بها، إنه بدأ بإصلاح أنفسها إصلاح عقولها إصلاح وجداناتها، إصلاح نواياها وبواعثها وأهدافها، هكذا ظل صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر عاماً في مكة يعمل ويجتهد لهذا الإصلاح، أصلح أنفس العرب، أو أصلح أنفس الجيل الأول من الصحابة ليصلحوا العرب ثم ينطلق العرب ليصلحوا العالم بعد ذلك، وقد قال الإمام مالك رضي الله عنه (لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها)، ولذلك يجب أن نبدأ بإصلاح الأنفس، أصلح نفسك يصلح المجتمع، غيّر ما بنفسك يتغير التاريخ، (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، لهذا سنتحدث في سلسلة من الخطب عن تزكية الأنفس، كيف نزكي أنفسنا ليزكينا الله عز وجل؟، كيف نصل إلى الفلاح؟ .. والفلاح هو أن تسلم مما تكره وتفوز بما تحب، الفلاح يبدأ أول ما يبدأ بتزكية نفسك التي بين جنبيك، (ونفس وما سواها، فألهما فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها)، قد أفلح في الآخرة وأفلح في الدنيا، حتى الفلاح في الدنيا لا يمكن أن يتم إلا بتزكية الأنفس.

إلى أعلى


معنى التزكية

ما معنى التزكية؟ .. التزكية تشمل عنصرين: الطهارة والنماء، يقال زكا الشيء إذا طهر، وزكا الشيء إذا نما، ولذلك الزكاة – الركن الثالث في الإسلام – هي طهارة ونماء، طهارة لنفس المزكي ولماله ونماء لنفسه ولماله، (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)، لابد أن نطهر أنفسنا أولاً ثم ننميها ثانياً، تطهير الأنفس من رذائل الشرك، ورذائل النفاق، ثم ننمي هذه الأنفس بفضائل التوحيد وبأخلاق المؤمنين، هذا ما يطلق عليه علماء السلوك (التخلية والتحلية)، أي العمل على التخلي عن الرذائل والتحلي بالفضائل

إلى أعلى

أول ما يزكي النفس توحيد الله عز وجل


أنا أعجب لبعض مشايخ المسلمين الذين قالوا أنمن حق فرنسا منع الحجاب (هذا حقها هذا حقها هذا حقها)، هذا كلام ليس فيه أي أثرة من إدراك لحقيقة الموقف، ليس من حق أي بلد أن تصدر قانوناً يظلم بعض المواطنين

إذا أردنا أن نزكي النفس فعليك أن تبدأ بتطهيرها، إزالة ما بها من رجس وخبث، رجس الشرك وخبث النفاق، (فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خرّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق)، الشرك انحطاط وهوي من الأعلى إلى الأسفل، أما التوحيد فهو ارتقاء بالإنسان: أن تعلم أنه لا رب إلا الله، لا خالق ولا رازق ولا محيي ولا مميت ولا نافع ولا ضار إلا الله، الله هو مالك السماوات والأرض وملك السماوات والأرض، فلا تبغي غير الله ربا ولا تتخذ غير الله وليّا ولا تبتغي غير الله حكما، هذا هو التوحيد الحقيقي أن تفرد الله وحده بالعبادة والاستعانة، (إياك نعبد وإياك نستعين) هذا ما تقوله لربك كل يوم سبع عشر مرة على الأقل وأنت تقرأ فاتحة الكتاب في كل فرد، (إياك نعبد) لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا إياك، (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له)، أول ما يزكي نفسك أن تتحقق بالتوحيد فلا تذل لغير الله ولا تنحني لغير الله، غير الله لا يملك لك ضراً ولا نفعاً ولا خفضاً ولا رفعاً، الرزق بيد الله لا يملك مخلوق أن يزيد في رزقك درهماً يضاف إلى خزانتك ولا يملك لقمة تدخل في بطنك، الله هو الرزّاق (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)، (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها)، والآجال التي يخاف عليها الناس لا يستطيع أحد أن يزيد في عمرك دقيقة أو لحظة ولا يستطيع أن ينقص من عمرك دقيقة أو لحظة، (إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون)، (ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها)، (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)، لا تخف إلاّ الله ولا تذل نفسك إلاّ لله، ابسط يدك إليه واسأله ما شئت (واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما).

إلى أعلى


التحرر من رذائل النفاق

هذا أول ما يزكي نفسك، أن توحد الله عز وجل، وتتطهر من رذائل الشرك، أكبره وأصغره، ”
جهاد النفس ليس بالأمر السهل، إنه يحتاج إلى يقظة ويحتاج إلى عمل مستمر وإلى رقابة، كونترول ذاتي في داخل الإنسان يراقب أعماله دون أن يكون عليه تفتيش من الخارج ولا رقابة من دولة ولا من إدارة،


جليّه وخفيّه، ثم تتطهر من رذائل النفاق والمنافقين، لا تكن مذبذباً لك أكثر من وجه ولك أكثر من لسان مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، لا تكن من هؤلاء الذين يقولون (آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون)، تحرر من هذا النفاق الذي هو سوس المجتمعات والذي يفسد الحياة ويدمرها إذا شاعت رذائل المنافقين، إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم، (وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى، يراءون الناس وما يذكرون الله إلاّ قليلاً)، وفي زمننا هذا منافقون لا يقومون إلى الصلاة كسالى ولا نشيطين، لا يعرفون لله حقاً ولا يحنون له ظهراً ولا يعفرون له جبهة، منافقو اليوم وهم يدعون الإسلام، ولا يذكرون الله كثيراً ولا قليلاً (وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون)، تحرر من رذائل النفاق، لا تكن من هؤلاء الذين يتلونون تلون الحرباء ويروغون روغان الثعالب،



يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب

إلى أعلى


حلي نفسك بخصال المؤمنين

أول ما يطلب منك لتزكي نفسك أن تتطهر من رذائل الشرك ورذائل النفاق، "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان" وفي حديث آخر "إذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر"، أخلاق المنافقين معروفة، إذا تطهرت من هذه الرذائل والآفات فعليك أن تبني نفسك من جديد أن تحليها بخصال المؤمنين وفضائل الموحدين وهذا يحتاج إلى جهاد وإلى رياضة، أن تروض نفسك، النفس ليست سهلة القيادة ولا سلسة الانقياد، هناك غرائز وشهوات، تدفعها إلى الشر، ولذلك وصف الله هذه النفس على لسان امرأة العزيز فقالت (وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم)، إذا تركت النفس وهواها .. إذا تركت النفس لغرائزها وشهواتها أمرت بالسوء وأمرت بالفحشاء وزينت لك كل شر، تسوّل لك نفسك حتى ترتكب الجريمة وحتى تغرق في المعاصي معصية وراء معصية حتى ترديك وتهلك ولا تجد لنفسك مخرجاً في هذه الحالة، انظر إلى أحد ابني آدم حينما (قرّبا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر)، قبل الله قربان ابن آدم الطيب المخلص الخيّر ولم يقبل قربان ذلك الشرير، فقال لأخيه لأقتلنك، ما ذنبه حتى تقتله؟ قال إنما يتقبل الله من المتقين، ابحث عن نفسك، ابحث ماذا في نفسك حتى أن الله لم يقبل قربانك، (قال إنما يتقبل الله من المتقين، لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين)، فماذا كانت النتيجة؟ يقول الله تعالى (فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين)، طوعت له نفسه قتل أخيه، نفسه الأمارة بالسوء هي التي طوعت له وسولت له قتل أخيه فقتله، لم يكن هناك مجتمع حتى يقول الاجتماعيون أن هذا ضحية المجتمع من حوله وأن كل ما يحدث من شرور هو نتيجة التأثير المجتمعي على الفرد، لم يكن هناك مجتمع حتى أنه لم يعرف كيف يواري سوءة أخيه، أول إنسان يموت، لا يعرف كيف يفعل بجثة الميت حتى جاء غراب، بعث الله له غراباً فعلمه كيف يواري سوءة أخيه، النفس الأمارة بالسوء هي التي سولت له أن يقتل أخاه، هذه النفس هي التي سولت لأخوة يوسف وأبناء يعقوب، أبناء الأنبياء، سولت لهم أن يفكروا في قتل أخيهم الصغير البريء الذي لا ذنب له إلا أن أباه يحبه أكثر من غيره، (اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوماً صالحين، قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة) واتفقوا على أن يطرحوه في غيابة الجب في بئر مهملة قديمة، وفعلوا ما فعلوا وجاءوا إلى أبيهم عشاء يبكون، يدعون أن الذئب قد أكله، فقال لهم أبوهم (بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون)، سولت لكم أنفسكم الأمارة بالسوء والشر، هي التي سولت لكم ما سولت لكم.

إلى أعلى


النفس اللوامة

النفس تستطيع أن تلقي الإنسان في مهاوي الهلاك، إذا استجاب لغرائزها وانطلق وراء شهواتها واستمع لوسوستها، هكذا فعل أيضاً السامري حين زين لقوم موسى لبني إسرائيل في غيبة موسى وهو ينادي ربه على جبل الطور زين لهم أن يعبدوا العجل وأخرج لهم عجلاً جسداً له خوار فقال هذا إلهكم وإله موسى وظلوا عليه عاكفين حتى جاء موسى وقاوم هذه الفتنة وقال له السامري فعلت كذا وكذا (..وكذلك سولت لي نفسي) النفس أمارة بالسوء ولابد من جهادها حتى ترتاض للحق، لابد من جهاد هذه النفس والنبي صلى الله عليه وسلم يقول "المجاهد من جاهد هواه"، المجاهد من جاهد نفسه في ذات الله، الكيّس من جاهد نفسه حاسبها وحاكمها وعمل لما بعد الموت، لابد أن تجاهد هواك وتجاهد نفسك حتى تنتقل من نفس أمارة بالسوء إلى نفس لوامة، وهي التي ذكرها الله تعالى في قوله (لا أقسم بيوم القيامة، ولا أقسم بالنفس اللوامة) النفس اللوامة هي التي تكثر اللوم لصاحبها إذا قصّر في فعل واجب أو وقع في فعل شرّ، تلومه، تؤنبه، تقول له لماذا فعلت كذا ولماذا لم تفعل كذا، كأنها تلذعه بسوط يلهب ظهره، هذا التأنيب الداخلي، هذه المحاسبة هذا اللوم هذا الذي يسمونه الآن الضمير الحي، هو النفس اللوامة، ولا ينشئ هذه النفس اللوامة شيء مثل الإيمان، الإيمان بالله والإيمان بالدار الآخرة والإيمان بالحساب والثواب والعقاب هو الذي يحيي هذا الضمير، ينشئ هذه النفس اللوامة التي تلوم صاحبها دائماً ولا تتركه يهنأ بعيش أو يلتذ بنوم لأنه قصّر في حق من حقوق الله، إذا ارتقت النفس الأمارة إلى هذه المرتبة، مرتبة النفس اللوامة ما زال صاحبها يجاهدها ويرقيها ويرقى بها حتى تصل إلى مرتبة أعلى وأسمى هي مرتبة النفس المطمئنة (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)، هي نفس واحدة ليست نفوساً ثلاثة، ولكن كل واحدة من هذه مرتبة من مراتب النفس، ترقى إليها، وإنما ترقى إليها بالمجاهدة، كما قال تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)، جهاد النفس ليس بالأمر السهل ولا بالشيء الهيّن، إنه يحتاج إلى يقظة ويحتاج إلى عمل مستمر وإلى رقابة، كونترول ذاتي في داخل الإنسان يراقب أعماله دون أن يكون عليه تفتيش من الخارج ولا رقابة من دولة ولا من إدارة، هو الذي يراقب نفسه، هذا هو الذي يرقى بالنفس، هذه الرقابة ليست بالأمر السهل

إلى أعلى

الإمام الغزالي وجهاد النفس الصعب

الإمام الغزالي يقول: جهاد النفس صعب لأمرين الأمر الأول – وإن كان كما يقول بعض الصالحين أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك – يقول هذا العدو خطره أنه عدو محبوب، إذا كان عدوك مكروهاً فهذا أمره سهل، في قلبك من البغض له ومن الحقد عليه ما يجعل تحترس منه وتحرس من مزالقه إنما إذا كنت تحب عدوك فهذه مشكلة ويقول: الخطر الثاني أن هذا العدو عدو من الداخل يقول تستطيع أن تحترس من اللص إذا كان اللص من خارج الدار فأحكم إغلاق الباب فلا يستطيع أن يدخل إليك ولكن إذا كان اللص من داخل دارك معك في البيت ينام معك ويستيقظ معك ويعرف أسرارك ومداخلك ومخارجك إذا كان خادم عندك مثلاً ويعيش معك كيف تحترس منه، هذا ما جعل الصالحين يقول أحدهم:



نفسي إلى ما ضرني داع تثير آلامي وأوجاعــــي

كيف احتيالي من عدوي إذا كان عدوي بين أضلاعي




الحجاب فرض من الله تبارك وتعالى ليس رمزاً، لا تفكر المسلمة أنها ترمز لدينها بدليل أنها تخلعه أمام النساء وتلبسه أمام الرجال، لو كان رمزاً لماذا لا تلبسه أمام النساء؟ وتخلعه أمام أبيها وأخيها وابن أخيها وابن أختها وعمها وخالها ومحارمها وتلبسه أمام الأجانب، هل هناك رمز بهذه الطريقة؟

عدو يسكن بين ضلوعه، هذا هو خطر النفس ولذلك عليك أن تشمر عن ساعدك وأن تستيقظ لعدوك وأن تعد له أسلحتك وأن تتهيأ لمواجهته في كل لحظة، هذا هو عمل الصالحين الذين أخذوا أنفسهم بالتزكية، يقول ابن القيم رحمه الله في مجاهدة النفس: مجاهدة النفس أربع مراتب، المرتبة الأولى أن تجاهدها على أن تتعلم ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق، أن تتفقه في دينها أن تتعلم ما لها وما عليها أن تعرف ما يضرها في دينها وفي آخرتها كما تعرف ما يضرها في دنياها، هذا الجهاد الأول تجاهد النفس حتى تتعلم، بعض الناس لا يريد أن يقرأ كتاباً ليفهم الإسلام، يجلس أمام التليفزيون أمام الساعات ليشاهد المسلسلات أو يسمع الأغاني وقد يقرأ مجلة حافلة بالصور الخليعة ونحو ذلك ولا يكلف نفسه أن يتفقه في دينه، يقرأ كتاباً في العقيدة كتاباً في الفقه كتاباً في السيرة النبوية كتاباً في حديث رسول الله كتاباً في تفسير كتاب الله كتاباً في الدعوة الإسلامية، لابد أن تقرأ الأمة التي أول آية في كتابها (اقرأ)، للأسف أمتنا لا تتعلم ولا تفقه، الغربيون الذين ننقدهم في كثير من الأشياء يقرأون يجلس الإنسان بجوار خواجه في الطائرة، طول الطريق يقرأ، تمر عليهم في الحدائق كل واحد معه كتاب يقرأه، يورثون أبناءهم مكتبات فيها عدد من الكتب، نحن لا نفعل ذلك، أول ما ينبغي علينا أن نتعلم دين الله، إنما العلم بالتعلم (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون)، أعطاكم المفاتيح، أعطاكم النوافذ التي تطلون منها على العالم، السمع والبصر والفؤاد (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا).

إلى أعلى



المرتبة الثانية من جهاد النفس: أن تعمل بما علمت

أول مرتبة أن تتعلم، وثاني مرتبة أن تعمل بما تعلمته، فالعلم في الإسلام ليس لمجرد التلذذ والاستمتاع العلم للعمل، إنما تتعلم الدين ليساعدك على أن تسلك السلوك الطيب المستقيم حتى لا تمض على جهل، فإن من تعبد الله على جهل فإنما يفسد أكثر مما يصلح، لذلك قال الإمام الحسن البصري: العامل على غير علم يفسد أكثر مما يصلح فاطلبوا العلم طلباً لا يضر بالعبادة واطلبوا العبادة طلباً لا يضر بالعلم فإن قوماً تركوا العلم وذهبوا إلى العبادة فخرجوا بأسيافهم على أمة محمد، يريد الخوارج، الذين لم يتفقهوا في الدين كما ينبغي فتركوا أهل الأوثان وقتلوا أهل الإسلام، العلم بلا عمل، وعلم بلا عمل كشجر بلا ثمر، لا تكن مثل الحمار يحمل أسفاراً بل اعمل بعلمك (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم)؟ المرتبة الثانية من جهاد النفس أن تجاهدها حتى تعمل بما علمت.

إلى أعلى

المرتبة الثالثة: علم غيرك ما تعلمته

والمرتبة الثالثة أن تجاهد نفسك لتعلم غيرك ما تعلمته وتدعوه إلى ما عملت به لا تحتكر الخير لنفسك، أد زكاة علمك كما تؤد زكاة مالك، إذا أنعم الله عليك بنصاب من المال وجب أن تزكيه وتنفع غيرك كما نفعك الله بالمال وكذلك العلم، إذا ملكت نصاباً من العلم فأد زكاته، علّم غيرك، لا تحتقر أي شيء، الكلمة الطيبة صدقة، لو علمته كلمة خير فهي في ميزانك يوم القيامة وليس هناك أفضل من كلمة خير تهديها لمسلم تدله على هدى أو ترده عن ردى نعم الهدية ونعم العطية، هذه الكلمة يهديها المسلم إلى أخيه (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين) كل مسلم عليه أن يدعو غيره، كل مسلم داعية لدينه، ليس الدعاة هم المشايخ والعلماء كل يدعو بقدر ما يستطيع، اقرأ قول الله تعالى (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)، كلنا دعاة إلى الله على بصيرة ادع أهلك ادع زوجتك ادع أولادك ادع جيران (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى)، (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة) جاهد نفسك على أن تعلم الآخرين وتدعوهم إلى ما تعلمته وعملت به، لا تكن أنانياً، حاول أن تشيع النور والهداية فيمن حولك ثم في الناس جميعاً بعد ذلك.

إلى أعلى


المرتبة الرابعة: الصبر على مشقة الطريق

والمرتبة الرابعة التي ذكرها الإمام ابن القيم، أن تجاهد نفسك حتى تصبر على مشقة الطريق، هذا الطريق طريق طويل طريق حافل بالمشقات مدرج بالدماء مليء بالجثث مزروع بالأشواك (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب)، الطريق مدرج بالدماء لا تظن أنه مفروش بالورود والرياحين، لا، مستهم البأساء، البؤس هو الفقر في أموالهم والضراء هو التعذيب والجراحات في أبدانهم والزلزلة والقلق في نفوسهم حتى يقولون متى نصر الله ينتظرون نصر الله (حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين)، يقول ابن القيم يا مخنث العزم الطريق تعب فيه آدم وناح فيه نوح وتعرض للنار إبراهيم وللذبح إسماعيل نشر في هذا الطريق زكريا عليه السلام كما تنشر الخشب وذبح السيد الحصور يحيى كما تذبح الشياه وتآمروا على المسيح عيسى بن مريم وحاولوا أن يقتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضعوا له السم في الشاة وظل ابن القيم يذكر سلسلة دامية الحلقات من الصديقين والشهداء الذين قاسوا في طريق الله ما قاسوا، وهو يخاطب يقول يا مخنث العزم، يريد عزائم رجولية لا عزائم مخنثة هذا الطريق يحتاج إلى أولي العزم كما قال الله لرسوله (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم)، (لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا)، طريق شاق، فإذا كنت تريدها غنيمة باردة وبيضة مقشورة ولقمة سائغة لا تبذل فيها جهداً ولا تتحمل فيها ألماً فابحث لك عن طريق آخر أما طريق الجنة فإن الجنة حفت بالمكاره كما حفت النار بالشهوات فلابد أن تصبر على المكاره حتى تنال الجنة وما أدراك ما الجنة، إذا أردت الجنة فلابد أن تبذل لها ثمنها (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) في يوم غزوة بدر وقف النبي صلى الله عليه وسلم يحرض المؤمنين على القتال فقال أيها الناس قوموا إلى جنة عرضها كعرض السماوات والأرض والله لا يقاتلهم اليوم رجل فيلقاهم صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر فيقتل إلا أدخله الله الجنه" فقام عمير بن الحمام الأنصاري وقال بخ بخ يا رسول، بخ بخ كلمة تدل على التعجب والاستحسان، فقال له رسول الله: مم تبخبخ يا بن الحمام؟ قال: أليس بيني وبين الجنة إلا أن أتقدم فأقاتل فيقتلني هؤلاء؟ قال: بلى، قال فإني أبخبخ رجاء أن أكون من أهلها، وكان في يده تمرات يلوكها بلسانه أكل منها تمرة أو تمرتين ثم قال: أأعيش حتى آكل هذه التمرات إنها لحياة طويلة ثم ألقى بالتمرات من يده وظل يقاتل وهو ينشد



ركضاً إلى الله بغيــر زاد إلا التقى وعمل المعاد

والصبر في الله على الجهاد وكل زاد عرضة النفاد

غير التقى والبر والرشاد



وقاتل حتى قتل وتحقق له ما أراد، من أراد الجنة فليدفع الثمن وليسر في طريقها أما الكسالى والمتقاعسون أما من يريد الجنة بالتثاؤب بالتكاسل بالضياع بالفراغ باللهو بالغفلة بالمعاصي فهيهات هيهات، ابحثوا لكم عن طريق آخر أيها الغافلون، الجنة إنما تنال بالمجاهدة، وجاهدوا في الله حق جهاده وأول الجهاد جهاد الأنفس فجاهدوا في الله حق جهاده، جاهدوا أهواءكم وحددوا أهدافكم وأخلصوا نياتكم لله، طريق تزكية الأنفس طريق طويل سنتحدث عنه في الأسابيع المقبلة إن شاء الله، أقول قولي هذا وأستغفر الله تعالى لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم وادعوه يستجب لكم.

إلى أعلى



حجة فرنسا بمنع الحجاب باطلة
الحمد لله، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يسبح له ما في السماوات وما في الأرض، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله، البشير النذير والسراج المنير، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته واهتدى بسنته وجاهد جهاده إلى يوم الدين، أما بعد،،،


فيا أيها الأخوة المسلمون ..


نناشد فرنسا ونناشد الرئيس الفرنسي ونناشد العقلاء الفرنسيين أن يراجعوا هذا الأمر ويراجعوا علاقتهم مع المسلمين في أنحاء العالم


وافقت الجمعية الوطنية الفرنسية التي هي برلمان فرنسا وافقت على منع الحجاب في الأماكن العامة وغيرها بأغلبية ساحقة، ولم تستمع فرنسا إلى نداءات المسلمين المخلصين في بلاد شتى حتى في أوروبا نفسها في فرنسا وفي إنجلترا وفي غيرها من البلاد وإن كان هناك أمل أنها ستراجع هذا الموضوع بعد سنة وأحب أن أعلق على هذا الأمر بأن الحجة التي تذرعت بها فرنسا حجة باطلة مئة في المئة لا وجه لها بحال من الأحوال إنها زعمت أن الحجاب من الرموز الدينية شبهته بالصليب على صدر المسيحية وبالقلنسوة على رأس اليهودي وهذا ليس بصحيح بالمرة، الحجاب ليس رمزاً دينياً، أولاً لا يوجد رمز ديني يعتبر فرض من الفرائض الرموز الدينية هي الأشياء المستحبة في الأديان تعلق شيئاً يعبر عن دينك هذا ليس من الفرض، قرأت الإنجيل كله لم أجد فيه فقرة من الفقرات ولا آية من الآيات تقول علقوا الصليب في صدوركم، لكن وجدنا في القرآن (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن)، (قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن .. الخ)، (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن)، هذا فرض من الله تبارك وتعالى ليس رمزاً، لا تفكر المسلمة أنها ترمز لدينها بدليل أنها تخلعه أمام النساء وتلبسه أمام الرجال، لو كان رمزاً لماذا لا تلبسه أمام النساء؟ وتخلعه أمام أبيها وأخيها وابن أخيها وابن أختها وعمها وخالها ومحارمها وتلبسه أمام الأجانب، هل هناك رمز بهذه الطريقة؟ هذا ليس رمزاً دينياً بأية حال، هذا ما يجب أن يتمسك به المسلمون في أنحاء العالم هذا ليس رمز، هذا لباس حشمة يفرضه الإسلام وقلت غير مرة الرمز ما ليس له وظيفة إلا أنه يعلن عن صاحبه وهذا ليس مقصوداً بالحجاب قط.



الأمر الثاني أنهم قالوا أن هذا يتنافى مع العلمانية، والعلمانية محايدة في أمر الدين، ونقول في هذه الحالة، منع الحجاب هو الذي يتنافى مع العلمانية لأنه ينقل العلمانية من محايدة في أمر الدين إلى علمانية مضطهدة لبعض المتدينين، لأنني إذا منعت المسلمة من أن تؤدي فرضاً من فرائض دينها إذا أجبرتها أن تخالف أمر ربها فقد اضطهدت المسلمة خصصتها بالاضطهاد من دون الآخرين، الآخرين ممكن أن يتركوا الصليب لن يفرط في دينه، ممكن لا يلبس القلنسوة لن يمتنع عن واجب ديني، إنما المسلمة حينما تقهر على هذا فإنها تجبر على مخالفة الدين، على أن ترتكب محرماً على أن تترك واجباً أوجبه الله عليها وهذا ينافي دستور فرنسا الذي يسوي بين المواطنين ولا يجيز اضطهاد طائفة منهم لحساب أخرى، هذا اضطهاد للمسلمة لحساب الأخريات، هذا تفريق بين المواطنين بسبب الدين، هذا ضد حقوق الإنسان، ولذلك أنا أعجب لبعض مشايخ المسلمين الذين قالوا أن هذا من حق فرنسا (هذا حقها هذا حقها هذا حقها)، هذا كلام ليس فيه أي أثرة من إدراك لحقيقة الموقف، ليس من حق أي بلد أن تصدر قانوناً يظلم بعض المواطنين، هل من حق فرعون أن يصدر قانوناً يذبح به أبناء بني إسرائيل ويستحي نساءهم؟ هو أصدر قانون بهذا والله تعالى جعل هذا من الطغيان والإفساد (إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم إنه كان من المفسدين)، لماذا حاربوا طالبان قالوا أنها تظلم بعض المواطنين وتجبر المرأة على عدم التعلم أو تعمل كذا أو تنصر بن لادن .. ولم يقولوا أنها حرة في ديارها، لا يمكن أن يكون لأي دولة الحق في أنها تقرر من القوانين ما يظلم بعض الناس ويجور على حقوقهم، هذا ضد الدساتير، ضد ميثاق حقوق الإنسان، ضد مواثيق الأمم المتحدة، ضد الاتفاقات الدولية، ولذلك نحن ننكر هذا ولا زلنا نأمل في عقلاء فرنسا وحكماء فرنسا في أن يراجعوا الأمر من جديد ولا يعادوا المسلمين في العالم بالضغط على المسلمات أن يستضعفوا المسلمات ليجبروهن على ترك الحجاب أو يجبروهن على ترك التعلم كلا الأمرين لا يقبل أبداً، نحن نناشد فرنسا ونناشد الرئيس الفرنسي ونناشد العقلاء الفرنسيين أن يراجعوا هذا الأمر ويراجعوا علاقتهم مع المسلمين في أنحاء العالم إذا كانت فرنسا تريد أن تفتح صفحة وقد فتحت صفحة جديدة ورحب بها المسلمون وتحررت من أسر القرار الأمريكي في كثير من الأحيان.



أسأل الله تعالى أن يسدد الخطى وينير الطريق وأحب أيها الأخوة أن ندعو بحرقة وحرارة لإخواننا في أرض النبوات في أرض الإسراء والمعراج في أرض البطولات في أرض الشهداء التي تقدم كل يوم عشرات الشهداء ولا زال شارون يتبجح ويستكبر في الأرض بغير الحق ويهدد ويتوعد والأمة العربية والإسلامية تنام نومة أهل الكهف تغط في سبات عميق في صمت كأنه صمت أهل القبور.

إلى أعلى


دعاء الخاتمة

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يشد أزر إخواننا الأبطال في جهادهم، أن يقويهم في بطولاتهم، أن ينير الطريق أمامهم، أن يأخذ بأيديهم إلى مواطن النصر، أن يحرسهم بعينه التي لا تنام ويكلأهم في كنفه الذي لا يضام، اللهم افتح لهم فتحاً مبيناً واهدهم صراطاً مستقيما وانصرهم نصراً عزيزاً وأتم عليهم نعمتك وأنزل في قلوبهم سكينتك وانشر عليهم فضلك ورحمتك، اللهم عليك باليهود الغادرين الغاصبين الظالمين اللهم خذ ومن ناصرهم أخذ عزيز مقتدر، اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم أذهب ريحهم وأزل دولتهم وأذهب عن أرضك سلطانهم ولا تدع لهم سبيلاً على أحد من عبادك المؤمنين، اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم، ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم، ربنا لا تهلكنا بما فعل السفهاء منا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاء رخاء وسائر بلاد الإسلام، اللهم أكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا، وزدنا ولا تنقصنا وآثرنا ولا تؤثر علينا، وارض عنا وأرضنا، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.



عباد الله، يقول الله تبارك تعالى (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.


الشيخ يوسف القرضاوي
ابو حامد
ابو حامد
مدير
مدير

عدد المساهمات : 187
تاريخ التسجيل : 01/08/2010
العمر : 51

http://israwami3raj.nstars.org

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى