مسجد الاسراء و المعراج عنابة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تم نقل الموقع الى الرابط التالي http://www.isrami3raj.com/

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مسجد الاسراء و المعراج عنابة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تم نقل الموقع الى الرابط التالي http://www.isrami3raj.com/
مسجد الاسراء و المعراج عنابة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» فضل عشر ذي الحجة
الشيخ عبد اللطيف رحمه الله Icon_minitime1الأحد 2 أكتوبر - 15:32 من طرف ابو حامد

» موقعنا الجديد
الشيخ عبد اللطيف رحمه الله Icon_minitime1الأربعاء 28 سبتمبر - 1:11 من طرف ابو حامد

» الجنة و التار
الشيخ عبد اللطيف رحمه الله Icon_minitime1الثلاثاء 27 سبتمبر - 17:12 من طرف درصاف

» قل و أنت ساجدا
الشيخ عبد اللطيف رحمه الله Icon_minitime1الثلاثاء 27 سبتمبر - 17:02 من طرف درصاف

» القرآن الكريم
الشيخ عبد اللطيف رحمه الله Icon_minitime1الإثنين 26 سبتمبر - 22:01 من طرف درصاف

» كلمات في الرقائق 2
الشيخ عبد اللطيف رحمه الله Icon_minitime1الثلاثاء 20 سبتمبر - 23:59 من طرف درصاف

» نوح (عليه السلام)
الشيخ عبد اللطيف رحمه الله Icon_minitime1الجمعة 16 سبتمبر - 14:40 من طرف karimm3

» قصة إدريس عليه السلام
الشيخ عبد اللطيف رحمه الله Icon_minitime1الجمعة 16 سبتمبر - 14:39 من طرف karimm3

» سيدنا ءادم عليه السلام
الشيخ عبد اللطيف رحمه الله Icon_minitime1الجمعة 16 سبتمبر - 14:39 من طرف karimm3

مكتبة الصور


الشيخ عبد اللطيف رحمه الله Empty
نوفمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930 

اليومية اليومية


الشيخ عبد اللطيف رحمه الله

اذهب الى الأسفل

الشيخ عبد اللطيف رحمه الله Empty الشيخ عبد اللطيف رحمه الله

مُساهمة  karimm3 الأربعاء 18 مايو - 23:11

مصطفى دالع
الشيخ عبد اللطيف سلطاني أشهر شيوخ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الذين اصدموا بنظام الحكم في الجزائر منذ الاستقلال وتصدوا لما اعتبروه تمييعا للهوية الوطنية بعد الاستقلال، وأثارت خطبه الملتهبة وتصريحاته غير المواربة غضب رجال السلطة وكلفه ذلك المساءلات والتوقيفات والإبعاد عن الخطابة وحتى الإقامة الجبرية.
وفجرت كتبه الكثير من الجدل والنقاش ومنعت من التوزيع على غرار كتابه "المزدكية هي أصل الاشتراكية" (1974) التي هاجم فيها تبني الدولة للنظام الاشتراكي في زمن لم يكن غير الشيخ سلطاني يجرؤ على معارضة بومدين جهارا نهارا ومن داخل أرض الوطن، وفجر كتابه "سهام الإسلام" (1980) زلزالا من الجدل عندما قال "ليس كل من كلم وجرح زمن القتال كان جرحه لله وفي سبيل الله"، واعتبر ذلك تشكيكا في جهاد مجاهدي ثورة التحرير الجزائرية خاصة عندما قال: "من هؤلاء الأدعياء من ظهرت عليه أمور يخجل الإنسان من ذكرها في حين انه يحمل لقب وورقة مجاهد"، ورغم جرأته وحدة كلماته إلا أن بومدين قالها مرة لرجاله "اتركوه يقول ما يشاء فهو حر".
جريدة الشروق ومواصلة لدورها في إحياء رموز العلم والعلماء في الجزائر قامت أمس بتكريم رمزي للشيخ عبد اللطيف سلطاني ـ رحمه الله ـ عبر عائلته من خلال إحياء ذكرى وفاته، ومن خلال شهادتي نجليه فيصل ونبيه تعيد الشروق تسليط الضوء على أبرز المحطات التي عاشها الشيخ عبد اللطيف سلطاني منذ ولادته في 1902 إلى غاية وفاته في 11 آفريل 1984.
سار مشيا على الأقدام من بسكرة إلى تونس للتعلم
رغم أن السلطات الاستعمارية سجلت الشيخ عبد اللطيف سلطاني على أنه من مواليد 1904 دون ذكر اليوم والشهر إلا أن الشيخ استطاع بفضل حسابات ومقاربات مع أحداث معينة أن يعرف تاريخ ميلاده بالضبط، وكان ذلك في 8 جوان 1902.
عبد اللطيف الطفل ولد في عائلة محافظة في بلدة القنطرة ببسكرة، فوالده كان إمام مسجد القنطرة، وكان له ثلاث أشقاء ذكور (لمين، العرفي، عمر) وشقيقتين، فشقيقه الأكبر لمين كان عالما وإماما ودرس في جامع الزيتونة بتونس، أما العرفي فسافر إلى تونس وأقام فيها إلى أن انقطع أثره بعد ذلك، ورغم أن أحد أبناء لشيخ سلطاني سافر إلى تونس للبحث عن عمه العرفي إلا أنه لم يجد له أي أثر ولا حتى لأبنائه من بعده.
وفي سن مبكرة عاش الشيخ عبد اللطيف يتيما بعد مقتل والده على يد أحد تلاميذه في ظروف غامضة، ومع ذلك واصل ابنه عبد اللطيف حفظ القرآن في زاوية طولقة ببسكرة إلى أن ختمه حفظا، وعندما بلغ السابعة عشر من عمره أراد أن يسافر إلى جامع الزيتونة في تونس لطلب العلم، لكن عائلته لم تكن متحمسة لذلك خاصة وأنها كانت بحاجة له للمساهمة في إعالتها بسبب قسوة المعيشة، إلا أن شغف الفتى عبد اللطيف دفعه للسفر إلى تونس مشيا على الأقدام على طول مئات الكيلومترات ولعدة أيام وعندما وصل إلى جامع الزيتونة أرسل رسالة إلى أمه أخبرها أنه في تونس.
وفي الزيتونة درس لمدة عشر سنوات وعندما تخرج عاد إلى بلدته القنطرة وهناك أصبح إماما ثم تزوج وعمره 32 عاما.
فتح أول قسم لتعليم البنات في القنطرة
أصبح الشيخ عبد اللطيف عضوا في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بعد أن استدعاه الشيخ عبد الحميد بن باديس لينضم إلى الجمعية ونشط في البداية في مسقط رأسه بالقنطرة والقرارم (ميلة)، وفي 1947 أسس مدرسة الهدى وفتح لأول مرة منذ عقود قسما لتعليم البنات في زمن لم يكن يسمح للبنت أن تخرج من بيت والدها إلا إلى بيت زوجها، وكانت الأعراف تحرم على المرأة الدراسة والتعليم فجاءت جمعية العلماء المسلمين وحاربت هذا الفكر الجامد وشجعت العائلات الجزائرية على إرسال بناتها للمدارس القرآنية للتعلم بعيدا عن أجواء الاختلاط بين الجنسين، مخترقة بذلك جدار الجهل السميك الذي حاولت فرنسا أن تفرضه على المجتمع الجزائري وعلى المرأة الجزائرية بالذات، إذ كان من النادر في ذلك الوقت أن تجد امرأة متعلمة، فحسب دراسة فرنسية أجريت في 1954 فإن نسبة الأمية في الجزائر بلغت 95 بالمئة، ولكنها فاقت عند الإناث 98 بالمئة، والأكيد أن هذه النسبة كانت أعلى قبل أن تبدأ جمعية العلماء مشروعها لمحاربة الأمية والجهل في الجزائر.
في الصباح كان البنون يدرسون في المدرسة الفرنسية وفي المساء يذهبون للدراسة في المدرسة العلوم والتاريخ والجغرافيا والعربية والقرآن، بينما كانت البنات يدرسن صباحا، ويبدو أن الفرنسيين لم يعجبهم الدور الذي أصبح يلعبه الشيخ عبد اللطيف منذ تأسيس مدرسة الهدى في تعليم النشء، فلجأت إلى خطة شيطانية لتلهية الفتيان وإبعادهم عن تعلم القرآن، فأحضرت شاحنة بها تلفزيون كبير تبث أفلاما فرنسية في نفس التوقيت الذي يدرس فيه التلاميذ عند الشيخ عبد اللطيف الذي كان صارما مع التلاميذ الذين يتغيبون عن الدراسة لمشاهدة الفيلم السنيمائي، في زمن لم يكن قد مضى على اختراع التلفزيون إلا سنوات قليلة لذلك كان يثير انبهار التلاميذ وانجذابهم.
وما بين 1949 و1951 انتقل الشيخ عبد اللطيف إلى قسنطينة مسقط رأس الشيخ عبد الحميد بن باديس (توفي في 16 آفريل 1940)، وأصبح نشاطه في جمعية العلماء المسلمين أكبر في الشرق، وبعد سفر الشيخ البشير الإبراهيمي ـ الذي خلف الشيخ بن باديس على رأس الجمعية ـ إلى المشرق، طلب الشيخ عبد اللطيف الانتقال إلى العاصمة أين عين نائبا لرئيس الجمعية وأمين للمال ومدير مركز جمعية العلماء المسلمين في العاصمة هذا المركز انتزع من جمعية العلماء بعد الاستقلال حسب نجلي الشيخ، كما كان الشيخ سلطاني ضمن وفد جمعية العلماء المسلمين الذي زار المغرب لتهنئة السلطان محمد الخامس لعودته سالما من منفاه في مدغشقر، وضم هذا الوفد إلى جانب الشيخ عبد اللطيف سلطاني كلا من الشيخ خير الدين والشيخ العربي تبسي والشيخ توفيق المدني.
في هذه الفترة بدأت فيه الجزائر تعرف مخاضات عسيرة قبيل ميلاد الثورة التحريرية، كما شهدت جمعية العلماء نقاشا منهجيا حول مستقبل نشاطها، وتجاذبها تياران، الأول محافظ يقوده الشيخ خير الدين وكان متمسكا بالنهج التربوي والتثقيفي، أما الثاني فكان يقوده الشيخ العربي التبسي الذي كان يدعو إلى ضرورة أن تلعب جمعية العلماء دورا سياسيا أكبر إلى جانب دورها التربوي والتوعوي.
مقررات مؤتمر الصومام طبعت في بيت الشيخ ومؤرخ فرنسي لا يدري
حسب عائلة الشيخ عبد اللطيف سلطاني فإن والدهم كان خلال اندلاع الثورة في نوفمبر 1954 يخطب في مساجد رويسو وبلكور والمدنية عن الجهاد والثبات لكنه انضم رسميا إلى ثورة التحرير في 1955، وكانت تربطه علاقة متينة ببن يوسف بن خدة أحد القيادات البارزة للثورة الذي عين عضوا في أول هيئة للتنسيق والتنفيذ خلال مؤتمر الصومام كما كان آخر رئيس للحكومة الجزائرية المؤقتة، وكانت شقت الشيخ عبد اللطيف في عمارة من عشر طوابق في ساحة أول ماي وسط العاصمة مركزا يجتمع فيه قادة الثورة في العاصمة وكان من بينهم الشهيد عبد المالك تمام وعبان رمضان.
ويكشف الشيخ سلطاني بنفسه في مذكراته غير المنشورة أن مقررات مؤتمر الصومام طبعت في بيته بعد مؤتمر الصومام، ويشير نجلي الشيخ فيصل ونبيه إلى أن المؤرخ الفرنسي إيف كوريير هو نفسه لا يعرف هذه الحقيقة حيث ذكر في أحد كتبه أن مقررات مؤتمر الصومام الذي انعقد في 20 أوت 1956 طبعت في دار بساحة أول ماي بالعاصمة ولا ندري بالضبط أين طبعت.
كما لعب الشيخ عبد اللطيف سلطاني دورا هاما في جمع التبرعات خاصة من التجار لدعم الثورة، وخلال إضراب الثمانية أيام أو ما يعرف بمعركة الجزائر (28 جانفي/ 4 فيفري 1957) كان بن يوسف بن خدة عضو لجنة التنسيق والتنفيذ (القيادة العليا للثورة) يزور بين الحين والآخر في شقة الشيخ عبد اللطيف سلطاني في طابق الثامن، ويحكي ابنه فيصل في إحدى المرات دخل الشيخ عبد اللطيف إلى المصعد ومعه بن خدة وانضم إليهما فرنسيون من سكان العمارة، ونزل الشيخ عبد اللطيف في الطابق الثامن أين يقيم، بينما صعد بن خدة الذي كان يضع على رأسه قبعة إلى الطابق التاسع للتمويه كالعادة، وعندما أراد الشيخ دخول البيت شاهد جاره أمام الباب وخشي أن يكتشف أمر بن خدة وهو نازل إليه ولكن الله ستر، فقد كان أغلب سكان هذه العمارة من المعمرين.
بعد معركة الجزائر وتفكيك نظام الثورة في العاصمة قال العقيد عميروش قائد الولاية الثالثة لأحد معاونيه ـ حسبما رواه نجلي الشيخ، فيصل ونبيه ـ "لا أثق إلا في الشيخ سلطاني"، فشخصية الشيخ عبد اللطيف القوية وثباته على الحق جعل منه محل ثقة، لكن ذلك كلفه غاليا حيث استدعته السلطات الاستعمارية مرارا للتحقيق معه وسجنته أكثر من مرة بسبب علاقته بقادة ثورة التحرير ودوره في شحذ همم الشعب الجزائري لدعم الثورة ومساندتها والصبر على أذى الاستعمار.
الجيش الاستعماري لم يكن وحده من يمارس ضغوطاته على الشيخ عبد اللطيف لوقف دعمه لثورة التحرير، فمنظمة اليد الحمراء الإرهابية التي اغتالت الزعيم التونسي فرحات حشاد والتي كادت أن تغتال أحمد بن بله في ليبيا وجهت عدة تهديدات للشيخ عبد اللطيف سلطاني لمغادرة بيته، وفي آخر رسالة بعثتها له في 1960 هددته بالقتل إن لم يرحل، فاستشار الشيخ بعضا من أصدقائه فنصحه مجاهدو جيش التحرير بمغادرة الجزائر إما إلى تونس أو إلى مكان آخر، لكنه أبى فقد عز عليه أن يترك عائلته، ولأن هذا العام شهد بداية رحيل المعمرين عن الجزائر بعد أن أحسوا بأن استقلال الجزائر قد اقترب بدؤوا في بيع ممتلكاتهم ومنازلهم فاشترى الشيخ عبد اللطيف بيتا في القبة من أحد المعمرين الإيطاليين والذي لازال أبناء الشيخ يقيمون فيه إلى اليوم.
الشيخ يتصدى لمحاولات تمييع الهوية الوطنية في زمن بن بله
بعد استقلال الجزائر تصدى الشيخ عبد اللطيف سلطاني لسياسة التغريب التي أصبحت تعصف بالدولة الفتية ولاحظ انحرافا عن مبادئ ثورة أول نوفمبر ومحاولات لتمييع الهوية الوطنية حسب نجليه وثار ضد كاتب ياسين الذي كان يستهزئ بالإسلام ويهين رموزه، حيث كان يصف المآذن "بالصواريخ التي لم تنطلق"، أما المؤذنين فكان يطلق عليهم لقب "كلاب الدوار"، بل وصلت به الجرأة أن قالها صريحة ذات يوم "محمد إرحل" وكان يقصد بذلك الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وكأنه كان يريد من الإسلام أن يرحل عن أرض الجزائر فكان رد الشيخ عبد الطيف حازما وحارب الكلمة بالكلمة والرأي بالحجة.
السياسة التعليمية كانت نقطة خلاف جوهرية بين الرئيس أحمد بن بله والشيخ عبد اللطيف الذي انتقد من فوق منبر جامع كتشاوة بساحة الشهداء بالقصبة استعانة الجزائر بآلاف المعلمين العرب الذي يوجد فيهم المسيحي والشيعي والدرزي والبعثي ويحملون أفكار وإيديولوجيات مختلفة عن المنهج التربوي الذي انتهجته جمعية العلماء في تعليم الجزائريين منذ تأسيسها في 1931، وكان حينها الشيخ توفيق المدني وزيرا للشؤون الدينية فذهب مع الشيخ عبد اللطيف إلى الرئاسة التي استدعت هذا الأخير بسبب انتقاداته لسياسة الدولة التعليمية، واستقبلهما وزير الرئاسة عبد عبد الرحمان شريف في 1 آفريل 1965 الذي برر لجوء الجزائر إلى المعلمين العرب لنقص عدد المعلمين الجزائريين، فقال له الشيخ عبد اللطيف: نعتمد على إمكانياتنا ونطور أنفسنا تدريجيا، فلما لم يلق قبولا من الرئاسة لوجهة نظره قال لهم "انتظروا النتيجة بعد 20 سنة.
وبعد أسبوع من لقاء الرئاسة صعد الشيخ عبد اللطيف منبر جامع كتشاوة في صلاة الجمعة وخطب في الناس وهو ساخط على سياسة بن بله، وكان هذا سببا مباشرا في عزله عن الإمامة في جامع كتشاوة، وطيلة عهد بن بله (1962 ـ 1965) كانت العلاقات بين الطرفين صدامية.
بومدين كان يحترم الشيخ عبد اللطيف رغم جسارته في انتقاد الاشتراكية
الرئيس الراحل هواري بومدين وحسب عدة شهادات كان محبا للإسلام وللعروبة وهو الذي يقال أنه درس في الزاوية الحملاوية بقالمة وفي المدرسة الكتانية بقسنطينة ثم درس في الأزهر، ويقول أبناء الشيخ عبد اللطيف أن الشيخ البشير الإبراهيمي هو الذي نصحه بدخول الكلية العسكرية في القاهرة، لذلك كان حبه للإسلام والعلماء قويا.
وعندما أطاح بومدين ببن بله من السلطة في انقلاب عسكري في 19 جوان 1965 بعد شهر من وفاة الشيخ الإبراهيمي، أرسل (بومدين) مرسولا إلى الشيخ عبد اللطيف على الساعة الرابعة فجر ذلك اليوم وقالوا له: "جئنا نبشرك بأننا نزعنا ذلك الملحد وبومدين يطلب منك أن تلقي كلمة في التلفزة لتأييد النظام الجديد"، ولكن الشيخ سلطاني تهرب من هذه المسؤولية بحكمة ورد قائلا: "هذا موقف سياسي وعسكري وأنا رجل دين"، ومع ذلك أعاد بومدين الشيخ سلطاني إلى جامع كتشاوة إماما وخطيبا، بعد شهرين ونصف من عزل بن بله له.
وفي الأول من نوفمبر 1965 نظم بومدين استعراضا عسكريا حاشدا ووجه دعوة للشيخ عبد اللطيف سلطاني لحضور هذا الاستعراض، لكن الشيخ لم يحضر الاستعراض لكنه شارك في الحفل الذي أقامه بومدين مساء في مقر الأميرالية فعاتبه بومدين على ذلك، فبرر الشيخ تأخره بصعوبة إيجاد سيارة أجرة لإيصاله إلى الاحتفال في الوقت المحدد فقال له بومدين "لو كلمت الرئاسة لكان شرفا لنا أن نرسل لك من ينقلك" وتحدث الرجلان مليا في ذلك اليوم، إلا أن الشيخ عبد اللطيف انزعج كثيرا لما شاهد في تلفزة فتيات يرتدين لباسا قصيرا جدا يشاركن في الاستعراض فانتقد ذلك في خطبة الجمعة وقال "الدول تتباهى بجيوشها والجزائر تتباهى ببناتها"، وهذا أثار حفيظة مقربين من بومدين فعزلوه من الخطابة في مسجد كتشاوة للمرة الثانية ولكنه مع ذلك واصل التدريس في عدة ثانويات بالعاصمة.
وفي 1966 كان الشيخ عبد اللطيف سلطاني أول إمام يصلي الجمعة بالناس في مسجد فارس الذي يدعى "بجامع اليهود" بعد أن أعيد ترميمه وتحويله من معبد يهودي إلى مسجد، وفي الأصل بنى العثمانيون هذا المسجد الذي كان يسمى حينها مسجد "سيدي الحربي"، وبعد الاحتلال الفرنسي للجزائر في 1830 جاء مهندس فرنسي وهدم المسجد في 1837 وبنى مكانه كنسا يهوديا، لم يتمكن الجزائريون من استرجاعه إلا بعد أربع سنوات من الاستقلال.
ورغم جسارته في قول الحق إلا أن الشيخ سلطاني شارك في إعداد أول قانون للأسرة في الجزائر المستقلة مستمد من مبادئ الشريعة الإسلامية(1963)، دون أن يمنعه ذلك من انتقاد الاشتراكية التي أصبحت في زمن بومدين "خيارا لا رجعة فيه"، ولم يكن في الجزائر من يجرأ على انتقاد الاشتراكية جهارا نهارا سوى الشيخ عبد اللطيف سلطاني الذي تحدى بومدين بإصدار كتاب لاذع طبع في المغرب بعنوان "المزدكية هي أصل الاشتراكية"، وأرسل نسخة مجلدة إلى بومدين.
هذا الكتاب كان سببا في سخط أرباب الدولة على الشيخ سلطاني ولم يكتفوا بمصادرته ومنع توزيعه في الجزائر بل إن أحمد قايد وزير المالية انتقد الشيخ وقال إنه يتحصل على أجرتين من وزارتي الشؤون الدينية والتربية (كإمام وكأستاذ)، ولم يكن قايد أحمد يعلم أن الشيخ يخطب على الناس تطوعا، فرد عليه الشيخ سلطاني في خطبة الجمعة قائلا "قايد أحمد يقول عني كذا وكذا، وإذا كان أحدهم أعطاني شيئا فليتقدم"، وبعد أيام اعتقله الأمن وأحضروه إلى قايد أحمد الذي لام عليه تناوله في خطبة الجمعة، فرد عليه الشيخ: أنت اتهمتني أمام الملأ ولم تكن أمامي من قناة لأرد عليك أمام الناس سوى المنبر، فتحدث قايد أحمد عن أنهم من فجروا الثورة…، فعلق عليه الشيخ قائلا: سي سليمان لا تقل هذا الكلام حتى لا يضحك عليك الرجال. هذا ما زاد في حنق قايد أحمد على الشيخ سلطاني.
ولأن خطب الشيخ عبد اللطيف أصبحت تشكل صداعا أسبوعيا لأرباب الدولة أصبح رجال الأمن يعتقلون الشيخ كل جمعة لساعات ولا يطلقون سراحه إلا بعد انتهاء صلاة الجمعة، وهذا ما أزعج الشيخ عبد اللطيف الذي كان له ابن يعرف الرائد بوزادة الذي كان مقربا من بومدين فأبلغه معاناة والده من اعتقالات الأمن له قبل صلاة الجمعة، وبعدها لم يتم اعتقاله مجددا خلال هذه الفترة.
غير أن الشيخ عبد اللطيف لم يفتأ ينتقد الاشتراكية في زمن كان التنكر فيه لخيار بومدين "خيانة لا تغتفر"، وقام رجال الدرك باعتقال الشيخ في إحدى المرات خاصة وأن كتاب "المزدكية هي أصل الاشتراكية"، بدأ ينتشر في بعض الأوساط المثقفة والجامعية وحتى رجال في السلطة رغم أنه كان ممنوعا في الجزائر.
كان حينها العقيد أحمد بن شريف على رأس الدرك الوطني وعندما علم أن رجاله اعتقلوا الشيخ عبد اللطيف سلطاني أرسل في طلبه واستقبله باحترام و"شكره على تشريفه له في مجلسه"، ثم طلب منه طلبا غريبا، وقال له: هل بقي لك نسخة أو نسختين من كتاب المزدكية هي أصل الاشتراكية؟"، فقد كان بن شريف حسب أبناء الشيخ عبد اللطيف يحترمه بل أطلق سراحه وأعاده إلى بيته في سيارة يسوقها النقيب الذي قام بالتحقيق مع الشيخ.
وحتى بومدين وإن كان صارما مع كل من يعترض على النهج الاشتراكي إلا أن احترامه للشيخ كان فوق كل اعتبار، ففي إحدى المرات انتقد الشيخ عبد اللطيف حكم بومدين في خطبة جمعة من على منبر مسجد شوفالييه، فجاء إلى الرئاسة من يبلغ بومدين بما قاله عنه الشيخ سلطاني فرد عليهم بومدين قائلا: "اتركوه يقول ما يشاء فهو حر"، وعندما صادف وأن التقى بومدين بأحد أبناء الشيخ سأله: "كيف أحوال الشيخ عبد اللطيف"، لكن بعد وفاة بومدين في ديسمبر 1978 منعت السلطات الشيخ عبد اللطيف من الخروج من بيته ثلاثة أيام.
"عندما تزورون قبر الرسول قولوا له إنني مظلوم"
عند وفاة الرئيس هواري بومدين اعتلى الشاذلي بن جديد سدة الحكم، وأطلق سراح الرئيس السابق أحمد بن بله الذي التقى ببعض أصدقاء الشيخ وقال لهم "أطلبوا من الشيخ عبد اللطيف أن يسامحني"، ولكن الشيخ عندما بلغه رجاء بن بله قال لهم "إذا جلءني فسأطرده وأطردكم".
ورغم أن نظام الشاذلي كان أقل تشددا من نظام بومدين إلا أن الشيخ عبد اللطيف سلطاني اعتقل في 1982 في قضية الجامعة المركزية المشهورة، وطيلة 15 يوما لم تعلم عائلته عن مكانه وجوده، ووضع في السجن لفترة، وما حز في نفس الشيخ أن الأمن الفرنسي لما سجنه سمح له بارتداء لباسه العربي داخل الزنزانة (برنوس أبيض والشاش وحذائه الأبيض) وتركوا معه المصحف وساعته حتى يعرف مواقيت الصلاة، إلا أن السلطات الجزائرية في زمن الشاذلي حرمته من المصحف والساعة وألبسته لباس السجناء بعدما نزعته عنه لباسه الأبيض الزبدي، ثم عرض على محكمة أمن الدولة التي حكمت عليه بالإقامة الجبرية.
ومن الكلمات التي يقشعر له البدن ما رواه عنه ابنه فيصل عندما كان هذا الأخير متوجها إلى البقاع المقدسة لأداء العمرة مع والدته وزوجته وكان ذلك في 1983 فرافقهم الشيخ سلطاني إلى الباب الخارجي وأوصاهم قائلا: "عندما تزورون قبر الرسول صلى الله عليه وسلم قولوا له إنني مظلوم"
وخلال وضعه في الإقامة الجبرية اضطر إلى إجراء عملية جراحية على المخ في المستشفى وكان من المفروض أن يمكث فيه تحت العناية المركزة لكنه أجبر على العودة إلى إقامته الجبرية في ظروف صحية حرجة إذا لم يستفق حينها من غيبوبته، وخلال فترة إقامته الجبرية أنهى آخر كتاب ألفه في نفس اليوم الذي قبض الله فيه روحه، ولكنه كان كتابا بلا عنوان، مازال مخطوطا لم يصدر إلى اليوم.
وقبل وفاته كان له صديق عزيز وهو صهره أيضا (والد زوجة ابنه فيصل) وأثناء احتضاره قال لمن حوله "شيخ القبة أوجاي معايا"، وكان يقصد الشيخ عبد اللطيف سلطاني وبعد ثلاث ساعات لفظ أنفاسه الأخيرة على الساعة الحادية عشر صباحا، وعندما علما الشيخ عبد اللطيف سلطاني بوفاته حزن حزنا شديدا، ولما منعته السلطات من إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان صديقه وصهره ولا حتى المشي في جنازته قال كلمته الأخيرة "فرقونا عن الأحباب لا أراكم الله الجنة"، وكان ذلك أقصى ما استطاع جسده المنهك أن يتحمله فأصيب بسكتة قلبية وفاضت روحه إلى بارئها على الساعة الحادية عشر ليلا في 11 آفريل 1984 وهو في إقامته الجبرية.
ورغم أن إحدى الجرائد العمومية آنذاك رفضت نشر إعلان وفاة الشيخ عبد اللطيف سلطاني إلا بعد الحصول على موافقة رسمية من السلطات العليا إلا أن الشيوخ وأئمة المساجد أعلنوا عن خبر وفاة الشيخ عبد اللطيف في المساجد ومشى في جنازته جمع كبير من المشيعين.
وعندما أرادت إحدى الجمعيات أن تحمل اسم "السلطانية" نسبة إلى الشيخ سلطاني لم يمنح لها الاعتماد إلا بعد أن غيرت اسمها، كما أن أحد المساجد يحمل اسم الشيخ عبد اللطيف سلطاني وهناك مسجد آخر في طور البناء يحمل نفس اسم الشيخ عبد اللطيف رحمه الله.
وإكراما لروح والدهم قامت عائلة الشيخ سلطاني بإهداء مكتبة المرحوم التي تضم أزيد من 2000 كتاب بعضها من العناوين النادرة إلى المكتبة الوطنية بالحامة يوم 15 سبتمبر 2008، لتصبح في متناول جميع الجزائريين، وقد قال عنه الشيخ بوعمران حينها ”يتصف بالحدة في المواقف والصرامة في العمل”.
مصطفى دالع
كان أبرز من تصدى لمحاولات تمييع الهوية الوطنية بعد الاستقلال
الشيخ عبد اللطيف أشهر من تصدى للاشتراكية في زمن بومدين
بن بله طلب من سلطاني أن يسامحه لكن الشيخ أبى
بومدين أمر رجاله بأن يتركوا الشيخ سطاني يقول ما يشاء فهو حر
الشيخ عبد اللطيف أول من صلى في جامع اليهود بعد استعادة طابعه الإسلامي

karimm3

عدد المساهمات : 27
تاريخ التسجيل : 03/05/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى