المواضيع الأخيرة
مايو 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | ||
6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 |
13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 |
20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 |
27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
" وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ "
صفحة 1 من اصل 1
" وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ "
" وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ "
في هذه الآية عدة حكم وأسرار ومصالح للعبد
فإن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بالمحبوب، والمحبوب قد يأتي بالمكروه، لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة، ولم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة لعدم علمه بالعواقب..
فإن الله يعلم منها ما لا يعلمه العبد. وأوجب له ذلك أموراً: منها:
أنه لا أنفع له من امتثال الأمر وإن شق عليه الابتداء، لأن عواقبه كلها خيرات ومسرات ولذات وأفراح، وإن كرهته بنفسه فهو خير لها وأنفع..
وكذلك لا شيء أضر عليه من ارتكاب النهي وإن هويته نفسه ومالت إليه، فإن عواقبه كلها آلام وأحزان وشرور ومصائب، وخاصية العقل تحتمل الألم اليسير لما يعقبه من اللذة العظيمة والخير الكثير، واجتناب اللذة اليسيرة لما يعقبها من الألم العظيم والشر الطويل..
فنظر الجاهل لا يجاوز المبادئ إلى غايتها، والعاقل الكيس دائماً ينظر إلى الغايات من وراء ستور مبادئها؛ فيرى ما وراء تلك الستور من الغايات المحمودة والمذمومة، فيرى المناهي كطعام لذيذ قد خلط فيه سم قاتل، فكلما دعته لذته إلى تناوله نهاه ما فيه من السم، ويرى الأوامر كدواء مرّ كريه المذاق مفض إلى العافية والشفاء، وكلما نهاه كراهة مذاقه عن تناوله أمره نفعه بالتناول..
ولكن هذا يحتاج إلى فضل علم تدرك به الغايات من مبادئها وقوة صبر يوطن به نفسه على تحمل مشقة الطريق لما يؤمل عند الغاية، فإذا فقد اليقين والصبر تعذر عليه ذلك، وإذا قوي يقينه وصبره هانت عليه كل مشقة يتحملها في طلب الخير المستمر واللذة الدائمة..
ومن أسرار هذه الآية أنها تقتضي من العبد التفويض إلى من يعلم عواقب الأمور، والرضى بما يختاره له ويقضيه له لما يرجو فيه من حسن العاقبة..
: ومنها:
أنه لا يقترح على ربه، ولا يختار عليه، ولا يسأله ما ليس له به علم، فلعل مضرته وهلاكه فيه وهو لا يعلم، فلا يختار على ربه شيئاً؛ بل يسأله حسن الاختيار له، وأن يرضيه بما يختاره فلا أنفع له من ذلك..
: ومنها:
أنه إذا فوض الأمر إلى ربه، ورضي بما يختاره له؛ أمده فيما يختاره له بالقوة عليه والعزيمة والصبر، وصرف عنه الآفات التي هي عرضة اختيار العبد لنفسه، وأراه من حسن عواقب اختياره له ما لم يكن ليصل إلى بعضه، وبما يختاره هو لنفسه..
: ومنها:
أنه يريحه من الأفكار المتعبة في أنواع الاختيارات، ويفرغ قلبه من التقديرات والتدبيرات التي يصعد منها في عقبة وينزل في أخرى، ومع هذا فلا خروج له عما قدر عليه، فلو رضي باختيار الله أصابه القدر وهو محمود مشكور ملطوف به فيه، وإلا جرى عليه القدر وهو مذموم غير ملطوف به فيه، لأنه مع اختياره لنفسه، ومتى صح تفويضه ورضاه، اكتنفه في المقدور العطف عليه، واللطف به؛ فيصير بين عطفه ولطفه، فعطفه يقيه ما يحذره، ولطفه يهون عليه ما قدره..
.
للشيخ الدكتور عائض القرني جزاه ربي خيراً
في هذه الآية عدة حكم وأسرار ومصالح للعبد
فإن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بالمحبوب، والمحبوب قد يأتي بالمكروه، لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة، ولم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة لعدم علمه بالعواقب..
فإن الله يعلم منها ما لا يعلمه العبد. وأوجب له ذلك أموراً: منها:
أنه لا أنفع له من امتثال الأمر وإن شق عليه الابتداء، لأن عواقبه كلها خيرات ومسرات ولذات وأفراح، وإن كرهته بنفسه فهو خير لها وأنفع..
وكذلك لا شيء أضر عليه من ارتكاب النهي وإن هويته نفسه ومالت إليه، فإن عواقبه كلها آلام وأحزان وشرور ومصائب، وخاصية العقل تحتمل الألم اليسير لما يعقبه من اللذة العظيمة والخير الكثير، واجتناب اللذة اليسيرة لما يعقبها من الألم العظيم والشر الطويل..
فنظر الجاهل لا يجاوز المبادئ إلى غايتها، والعاقل الكيس دائماً ينظر إلى الغايات من وراء ستور مبادئها؛ فيرى ما وراء تلك الستور من الغايات المحمودة والمذمومة، فيرى المناهي كطعام لذيذ قد خلط فيه سم قاتل، فكلما دعته لذته إلى تناوله نهاه ما فيه من السم، ويرى الأوامر كدواء مرّ كريه المذاق مفض إلى العافية والشفاء، وكلما نهاه كراهة مذاقه عن تناوله أمره نفعه بالتناول..
ولكن هذا يحتاج إلى فضل علم تدرك به الغايات من مبادئها وقوة صبر يوطن به نفسه على تحمل مشقة الطريق لما يؤمل عند الغاية، فإذا فقد اليقين والصبر تعذر عليه ذلك، وإذا قوي يقينه وصبره هانت عليه كل مشقة يتحملها في طلب الخير المستمر واللذة الدائمة..
ومن أسرار هذه الآية أنها تقتضي من العبد التفويض إلى من يعلم عواقب الأمور، والرضى بما يختاره له ويقضيه له لما يرجو فيه من حسن العاقبة..
: ومنها:
أنه لا يقترح على ربه، ولا يختار عليه، ولا يسأله ما ليس له به علم، فلعل مضرته وهلاكه فيه وهو لا يعلم، فلا يختار على ربه شيئاً؛ بل يسأله حسن الاختيار له، وأن يرضيه بما يختاره فلا أنفع له من ذلك..
: ومنها:
أنه إذا فوض الأمر إلى ربه، ورضي بما يختاره له؛ أمده فيما يختاره له بالقوة عليه والعزيمة والصبر، وصرف عنه الآفات التي هي عرضة اختيار العبد لنفسه، وأراه من حسن عواقب اختياره له ما لم يكن ليصل إلى بعضه، وبما يختاره هو لنفسه..
: ومنها:
أنه يريحه من الأفكار المتعبة في أنواع الاختيارات، ويفرغ قلبه من التقديرات والتدبيرات التي يصعد منها في عقبة وينزل في أخرى، ومع هذا فلا خروج له عما قدر عليه، فلو رضي باختيار الله أصابه القدر وهو محمود مشكور ملطوف به فيه، وإلا جرى عليه القدر وهو مذموم غير ملطوف به فيه، لأنه مع اختياره لنفسه، ومتى صح تفويضه ورضاه، اكتنفه في المقدور العطف عليه، واللطف به؛ فيصير بين عطفه ولطفه، فعطفه يقيه ما يحذره، ولطفه يهون عليه ما قدره..
.
للشيخ الدكتور عائض القرني جزاه ربي خيراً
underalla- عدد المساهمات : 10
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
العمر : 29
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 2 أكتوبر - 15:32 من طرف ابو حامد
» موقعنا الجديد
الأربعاء 28 سبتمبر - 1:11 من طرف ابو حامد
» الجنة و التار
الثلاثاء 27 سبتمبر - 17:12 من طرف درصاف
» قل و أنت ساجدا
الثلاثاء 27 سبتمبر - 17:02 من طرف درصاف
» القرآن الكريم
الإثنين 26 سبتمبر - 22:01 من طرف درصاف
» كلمات في الرقائق 2
الثلاثاء 20 سبتمبر - 23:59 من طرف درصاف
» نوح (عليه السلام)
الجمعة 16 سبتمبر - 14:40 من طرف karimm3
» قصة إدريس عليه السلام
الجمعة 16 سبتمبر - 14:39 من طرف karimm3
» سيدنا ءادم عليه السلام
الجمعة 16 سبتمبر - 14:39 من طرف karimm3